طلب أحد الخلفاء بعض العلماء ليسامره .. فطلب محمد بن عبدالملك الزيات الوزير الأديب فلما ذهب إليه الخادم وجده جالسا وحواليه كتب يقرأ فيها. فقال له : إن أمير المؤمنين يستدعيك فأجابه : قل له عندي قوم من الحكماء أحادثهم فإذا فرغت منهم حضرت. فلما عاد الخادم إلى الأمير وأخبره بذلك. قال : ويحك من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عنده؟ قال الخادم: والله يا أمير المؤمنين ما كان عنده أحد فقال: أحضره الساعة كيف كان فلما أحضر العالم قال له الأمير : من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عندك؟ قال الأديب : ياأمير المؤمنين : هم جلساء ما تمل حديثهم * أمينون مأمونون غيبا ومشــــــــهدا إذا خلونا كان خير حديثهم * معينا على نفي الهموم مؤيـــــــــدا يفيدوننا من علمهم علم ما مضى * وعقلا وتأديبا ورأيا وسؤددا فلا ريبة تخشى ولا سوء عشرة * ولا نتقي منهم لسانا ولا يـــدا فإن قلت أموات فلست بكاذب * وإن قلت أحياء فلست مفنــــــدا
فعلم الخليفة أنه إنما يعني بالحكماء الذين كان يجتمع معهم ( كتب العلماء و الحكماء ) .. فلم ينكر عليه تأخره