الشهيد محمد أيو كرش

درس شهيدنا الابتدائية في مدرسة الشيخ عجلين، والإعدادية في مدرسة أنس بن مالك، والثانوية في مدرسة الكرمل ، ليلتحق بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية، ونتيجة لحالتهم المادية الصعبة ترك شهيدنا الجامعة واتجه للعمل للإنفاق على أهله، ثم عاد للدراسة مرة أخرى.

الجامعة الإسلامية : تحدثنا والدته عنه فتقول والدموع تغطي وجنتيها: " كان محمد يغلب عليه الهدوء والطيبة، والجرأة و الشجاعة، غضبه وفرحه كله لله، وقته وعمله ونفسه وماله كله لله، ورغم أنه الأصغر بين إخوته، لكنك تراه الأكبر لشخصيته الحنونة والرقيقة والقوية".

حياته ومسيرته الجهادية : تربى شهيدنا محمد على موائد القرآن الكريم، وترعرع منذ نعومة أظفاره في بيوت الرحمن، وفي منطقة تل الإسلام تلقى العديد من الجلسات الدينية والتربوية والتنظيمية ليخرج مسرعاً يطبّق ما يسمعه، ويصبح من أنشط أشباله نشاطاً ودعوة، يعدُّ المجلات الحائطية، ويوزع المجلات والنشرات الدعوية ، ويقوم بتحفيظ الأشبال وتعليمهم أمور دينهم وواجباتهم ، ثم يتولى مسؤولية العمل الجماهيري في منطقته، ويشارك إخوانه كافة الأنشطة الجماهيرية والشعبية والمسيرية، ويشرف على العديد من الندوات واللقاءات والمحاضرات.

التحق شهيدنا محمد في صفوف المقاومة سنة 2002، وقام بدورة عسكرية تأهيلية أتمها بنجاح، ليعمل في مجموعات المرابطين التي تحرس ثغور الوطن، وليثبت شجاعة وكفاءة كبيرة، وقدرات قيادية عالية، أهّلته ليصبح قائداً لمجموعته المرابطة، ثم قائد فصيل، ثم قائد سرية، ليكون أصغر عضو عسكري في مناطق تل الإسلام والصبرة والزيتون.

أبلى شهيدنا محمد بلاءً حسناً في صد الاجتياحات الصهيونية للمناطق الفلسطينية وخاصة في حي الزيتون، واجتياح منطقة سوق السيارات جنوب غزة، وحي تل الإسلام، وإطلاق العديد من قذائف

الآر بي جي على آليات الاحتلال الجبانة.

ونظراً لكفاءته العالية، وروحه الوثّابة، واستعداده العالي للقتال والمقاومة، رُشّح من قبل قادته للمشاركة في دورة تدريبية متقدمة، خاضها بنجاح، ليصبح بعد ذلك أحد المدربين الأكفياء.

التحق شهيدنا محمد بعد ذلك بدورة ( الوحدة الخاصة ) ومدتها 6 أشهر كاملة، للتدرب على فنون قتالية عالية جداً، من ضمنها التصنيع الحربي، وإطلاق الصواريخ، والفنون القتالية الميدانية، واقتحام الكمائن، وغيرها الكثير من الجوانب العسكرية التي تؤهل المقاتل المسلم للمعركة القائمة مع بني صهيون.

ثم التحق شهيدنا محمد بدورة جديدة وهي "إطلاق الصواريخ" ليصبح بعد ذلك من قيادات إطلاق الصواريخ والقذائف الشديدة الاشتعال على مغتصبة نتساريم، وزرع العبوات الثابتة والمتحركة في طريق قوات الاحتلال الغاصبة.

يوم الشهادة : يحدثنا المجاهد حلمي عابد ( أحد المصابين يوم الاستشهاد ) فيقول : " مساء الثلاثاء 6/2/ 2007م وبينما نحن نسير في السيارة مع الشهيد محمد ، ونعبر حي الرمال متوجهين لمستشفى الشفاء في غزة لزيارة أحد المرضى ، وإذا بمجموعة من عملاء الصهاينة تعترض طريقنا وتحاصرنا ، ثم أمرونا بالنزول من السيارة والتوجه للحائط رافعين أيدينا للأعلى ، ثم قاموا بإطلاق الرصاص علينا غدراً، ليسقط محمد شهيداً مضرجاً بدمائه ، ويصاب اثنان من إخواني في حالة الخطر جداً، وأنا الثالث حالتي متوسطة".

نسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء الصالحين، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، ونعاهده وكل الشهداء، أن نبقى على طريق ذات الشوكة، وأن نتصدى للمنافقين والمتصهينين حتى ندافع عن كرامة شعبنا وحقوقه المغتصبة.

مشكوررررررررررررررر اوي اوي اوي