حــب وكراهيــة
الجزء الثاني: كراهيــة
كان هناك اتفاق بيننا، تتنصلين الآن من بنوده وتتجاهلين عن عمد أهم شروطه.. حاولت أنا أن أحافظ على وعودي وأن التزم بها. وكثيرا ما كنت أقسو على نفسي حتى لا أعرضك لأي نوع من القمع أو البطش بحجة حرصي عليك أو الخوف أن يمسك سوء، التزمت بواجباتي وحقوقك. ولم أفرط في أي منها
*[color=#ffff00]****[color:a9f1=#ffff00:a9f1]**
المقدمات الباهتة تؤدي إلي نتائج فاشلة. لم يكن بمقدورنا أن نخدع أنفسنا طوال الوقت.. أحيانا نضطر للكذب.. لكن احتراف الكذب فضيلة لم نتعلمها بعد. أخشى أن نجبر على ممارستها قريبا. حاولت أن أصحح أخطائي بطرق بدائية. فتفاقمت أعبائي وطفح الكيل بها
*******
كنت قد عزمت على أن تكون رسالتي الأخيرة هي آخر ما بيننا، ليس لأنني مللتك. أو زهدت النظر إليك. لكني خشيت عليك سهامهم السامة، وكلماتهم الجارحة، ونظراتهم المتسلطة، خشيت أن تكون ضحيتي وأنت التي قدمت حياتك قربانا لي
*******
الليلة جميلة صافية كصفاء قلبك الذي علمني أن الحب تواصل إنساني ورغبة في الرضا. والذي منحني الحلم كله. ولم يقطر عليّ بالفتات
*******
ليس ذنبك. وليس أيضا ذنبي. ربما تكون الصدفة التي جعلتنا نلجأ في محاولة يائسة لمداواة الجروح بالنسيان، مجرد مخدر يخفي وراءه مضاعفات أخرى. ولم نكن ندري أن الأمور سوف تتفاقم لهذا الحد
*******
أخطأت.. كنت احتاج إلى فسحة من الوقت التقط فيها أنفاسي، وأعيد حساباتي جيدا بعيدا عن أي مؤثرات، لكني أقحمت نفسي في علاقة أخرى. كنت واهما أنني لا أستطيع الحياة بدون عشق. لكني اكتشفت أن هناك أشياء كثيرة أهم. عندما تفرض الحاجة قوانينها، لا مكان للعواطف
*******
الوثنية يا حبيبتي هي أن نعبد أصناماً بالنهار، حتى إذا أتى الليل أكلناها، فلا تجعليني يوما آكلك، ولا تجعلي نفسك يوما تمثالا من الشوكولاته سريع الذوبان وسريع التحلل. وعندما يأتي اليوم الذي أمارس فيه العشق معك ليل نهار، فتأكدي أنني أكفر بذلك عن شئ اقترفته في حقك. فأكثر العشاق كلاما هم أكثرهم ارتكابا للأخطاء، فلا تدفعيني للكذب حتى لا اضطر لخيانتك عندما يفيض بي الكيل. فأنت في النهاية امرأة بطعم الشوكولاته. ولست شوكولاته بطعم امرأة
*******
قُدّر لي أن ألعب دوري وحدي دون ملقن أو أدوات. المسرح كبير جدا بحجم وحدتي، يتسع لآلاف الشخوص، لكني وحدي، هكذا فضلت. الفراغ من حولي موحش ويبدو مخيفا إلا انه أكثر دفئا من حرارة تسلطك وجموحك الذي صنع من قلبي جسرا، تخطو عليه قدماك في تباه. فكانت أوجاعي تزيدك نشوة. لم تلتفتي لها، ربما كانت حافزا للرقص فوق ما تبقي من أشلائي
*******
لازال الكلام عالقا بشفتي. وكأننا كنا بالأمس. يتردد حولي صدى الأكاذيب الكثيرة التي تجرعتها من عينيك. أتذكر ذلك وألوم نفسي. وأحيانا أعذبها. واحملها ما آلت إليه. أعذب نفسي بنفسي واصدر عليها الأحكام القاسية وأعاني مرتين. مرة عندما أطلق سياطي وأخري عندما تؤلمني
*******
كنت أعلم أن النهاية سوف تكون مأساوية. وسوف أظل ألعب دوري في الرواية الناقصة دون شريك أو مشاهدين. ورغم عبثية ما يحدث إلا أن ذلك لم يكن يؤرقني، وكنت أملك القدرة على كتابة النهايات السعيدة. اختارها بعناية في كل مرة. واجعل نفسي منتصرا رغما عنك
*******
مازالت الأشياء تتراقص من حولي. تتمايل وتترنح. وتبدو للناظر إليها رقصات هيستيرية، ولم تكن كذلك، فدائما ما كانت تبعث فيّ إحساسا طفوليا جميلا حرمتني منه أنانيتك. لم اخسر كثيرا. خسرتك، وأنت لا تساوين شيئا
*******
لم تنجح محاولاتهم في إقناعي بتركك والتخلي عنك. والآن يحاولون بث الفرقة بيننا. ويروجون الإشاعات الكاذبة، وينطقون شفاهنا بغير الصدق. يتخيلون أن اقصر الطرق لتحطيمنا هو جعلنا نكره أنفسنا
[color=#ff0000]******[color:a9f1=#ff0000:a9f1]*
لماذا يحرصون على إتلاف ما بيننا والمشي فوق أجسادنا دون رحمة. ماذا اقترفنا؟ وما هي التهمة التي يعاقبوننا عليها؟
*******
لا أريد أن أفزعك، ولكن محاولاتهم معك لن تقف عند حدود. سوف يستخدمون كل الأساليب المباحة وغير المباحة لإثنائك عني. وعندما يحل اليأس عليهم سيخيرونك ما بين الحياة وبيني. فاختاري الحياة. سوف أفهم أن ذلك كان رغما عنك، وأنك كنت مخلصة، لكنك أجبرت على التخلي عني بتحريض مني. ولكن إذا أتت هذه اللحظة اطلبي منهم كل ما يطيب لك. حاولي أن تجعلي ثمني غاليا قدر ما تستطيعين
[color=#ff0000]******[color:a9f1=#ff0000:a9f1]*
اختليت بنفسي وحاولت أن أجد مبررا يدفعهم لهذه الأعمال الشيطانية الشريرة. حتى أني تلصصت عليهم، حتى اعرف مزاجهم وطرقهم التي يعتادون السير فيها، ربما كنا نسير فيها بالخطأ، أو حتى الأغاني التي يسمعونها، ويشعرون أننا نقتسمها معهم.. تفحصتهم جميعا ووجدتهم اثنين اثنين
*******
تتراقص الأشياء حولي في حركات منتظمة، تعلن عن تفتح الزهور وحلول فصل الربيع. وكأنها قطرات من الماء تنساب من أعلى. أو دموع اشتاقت زمنا طويلا للسقوط علي جمر النسيان. تبعثرت الأيام وصارت السنوات حبات رمل. وتسللت الذكريات متقطعة ممزقة وقد اختفت ملامحها تتسول بعضا من الاهتمام
*******
الليلة شديدة البرودة. يصفر الريح في نوافذي وفي أيامي الفائتة. يوقظ الذكريات ويقلق نومها ويحركها. يداعبها.. يدغدغها.. يشطرها نصفين، ويفتش داخلي عن أسراري الخافية. يعيد عبق الماضي وآلامه، يتكاثر الثلج الأبيض ويحتل الأركان والزوايا. يتراكم فوق الأرصفة الساكنة
*******
أشعر بأنني في حاجة إلى بعض من الراحة. فامنحيني وقتا استعيد فيه توازني المفقود. واغفري لي تخبطي وكلماتي الزائغة التي تحمل ألف معنى. وربما لا تحمل أي معنى
امنحيني وقتا آخر. ربما أكون أكثر حيوية، وربما أعتذر عما أصابني من لوثة. ربما. وربما تكون تلك الكلمات.. هي آخر سطور بيننا
*******
- أشـرف بيـدوس -