عيونٌ بُنِّيَّة
بُنيَّتا العَيْنَينِِ توَهَجَتْ ... بحرارةِ الصحراءِ اكْتَوَت ...
وبغروب الشمس اكتَسَت ...
بُنِيَّتا العَيْنَيْن أبرَقت ... مع وَهْجِ القمَرِِ تَأَلَقََتْ ...
وفي أعماق البِحار غاصَت ...
بُنِِيَّتا العينين حارَت ... في سما الفضاءِ راحت ...
ومع سِرب الحمائِم طارَت ...
بُنِيَّتا العينين لم تَزل ... رغمَ كُلِِّ التَعبِِ والمِحَنْ ...
ورغم كل ما يدور حولها من شَجَن ...
بُنِيَّتا العينين تُبصِرُ إلى البعيد القريب ...
وتتطلعُ دوماً إلى القريب البعيد ...
بُنِيَّتا العينين ... لَمَعَتْ ... أومَضَت ...
وأخفَت بينها كل معاني الشموخ والعِزَّة والوقار ...
بُنِيَّتا العينين وُلِِدت ... لرجلٍ طُفوليِّ القَسَمات ...
لحياةٍ لا ترحمها الأزمات ...
عيونٌ بُنية ... بِلَون القهوةِ العربيّة ... بلون الجبال...
وبلون الأرض الأبِيَّة ...
عيونٌ بُنية ... سارحةٌ ... حالمةٌ ... نقية ...
تتراقصُ في زواياها دمعاتٌ خفِيَّة ...
عيونٌ بُنية ... هادِئةٌ ... ناعسةٌ ... هائمةٌ ...
تسكُنها الأحزان العَصِيَّة ...
عيونٌ بُنية ... حمراءٌ ندِيَّة ... اكتحلت بالحُمرةِ من طول
التفكير والسهر ... والهواجس الليلية ...
عيونٌ بُنية ... غاصت في عمق المحيط ... وأبحَرَت مع كل
الأشياء المنسية ...
عيونٌ بُنية ...
وبنية ...
وبنية ...
ارتحلت مع الكواكب ... وسافرت الى العوالم
الخفِيَّة ...
فكل أحترامي لتلك العيون البنية ...
فتاة الجبل
القدس العتيقة